وتحركت القطة ( أو وتحرك القط )
أحمد سالم ولد محمد ولد اكاه
ليسانس أدب عربي
" جالس نظره مثبت ..منكب ( مرفق )على حافة المائدة / الطاولة، واليد اليسرى متدلية ، بين الإبهام والسبابة صفحات من جريدة الشعب ...سيجارة تشتعل جنب ( بجوار ) كأس من الشاي ، وعلبة سجائر مستوردة من أمريكا نصفها مستهلك ... الساق على الساق ... بذلة صيفية جديدة ربطة عنق زرقاء تسقط ( تتدلى ) على قميص أبيض ... حبات من العرق على الجبين ... حبات قليلة ... لاشيء يدل على شيء آخر بل ( بله ) الحذاء والجوارب ، الأول من وصف ( نوع ) دون رباط والجورب أبيض ... تناسق في الألوان .. نمط فرنسي فيما يتعلق بالهيئة الخارجية ( الهندام ) ..
ما كان يسترعي الانتباه ... هو نسخة طبق الأصل للعامة من جمهور رواد مقاهي الرصيف ... لكن هل سيسترعي الانتباه هذه المرة ؟... لم يكن ينظر إليه أحد ....
تمر الثواني وأنت تنظر وتنظر .... جالس نظره مثبت
القطة ... القطة ( أم القط ؟ لست أدري لم أتفحصه / ها )
لا ت(ي) تحرك نحو رأس السمكة الملقاة على الأرض، الهيئة الخارجية لا تدل على الجنس ... وأختار وأنا حر الاختيار في ظل الديمقراطية الصامتة، وفرديتي المطلقة أن تـــ ( ي ) ــكون قطة ... يساعدني في ذلك الاختيار الحر ضمير اللغة .. التصنيف التبويب التقنين ...ما أشبه الافتعال فيها بتاء جنس ... جنس القطة ...
القطة حيوان يدرك - أمام رأس السمكة وعلى الرصيف – شهوته الحياتية ... تأكل أم لا تأكل ؟ القطة تحت مائدة طاولة ( مطعم السمكة ) بنواكشوط العاصمة تموء ...تموء ... تموء ...تلح في تصعيد ذلك الصوت الناعوري [i](1) الذي يشبه التعفنات البشرية في الأنابيب المتدلية من أعلى السقوف ... إلى حيث ليس هنالك شبكة لتوزيع القاذورات البشرية ....
وترتمي في الأزقة الباطنية المخيفة ... كنت قد زرت الأزقة الباطنية المستقبلية بنواكشوط ... وذلك يوم أن تقاسمت – ولست أدري ما هو الدافع للتقاسم – قارورة من الكوكا كولا مع صديق لي أدرك - بعد أن مارس حياة " الجد " ( بالفتح أم بالكسر، الدلالة واحدة في الوجهين ) - أن التسكع ممارسة تصعب مواصلتها... ونزلنا الأزقة نسير ونتفحص سيلان القاذورات المائسة ... الملبدة ... والجرابيع عليها تقفز قفزات بهلوانية منسقة ... وانتابني نوع من الشعور يعسر أن أحدد طبيعته ... كما لا يعسر أن أحددها... كنت الغريب بين الجرابيع ... في أزقة نواكشوط الباطنية ...
( الغربة إحساس ... التسكع ممارسة ... إحساس )
دون شك شاركت في ارتفاع مستوى القاذورات المناسبة ... كالحلزون بين منعرجات الأقواس التاريخية ...
تدفع القارورة لي مرة ثانية ... انعدم الحوار في الأزقة ... الكوكا كولا لا يرتفع في الجسد إلى ما فوق المادة ... الروح مجنحة فوق...
تحركت القطة ... رأسها فقط نحو رأس السمكة الملقاة على الأرض... وقف الجالس ...
ســــــــار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق