عدد متابعي الموقع الآن

الأحد، 12 ديسمبر 2010

قصـــة قصيـــرة بعنـــوان : العجــوز الضـــالة


ذات يوم دخلت على حانوت في مقاطعة لكصر أريد أن أشتري قلما وبينما أنا أتجاذب أطراف الحديث مع صديق لي يجلس على ثلاجة المشروبات المرطبة دخلت إمرأة في سن السبعين تقريبا حسب رأيي وقالت: لصاحب الحانوت أن يستلفها علبة سجائر حتى تعود إليه لأنها مسرعة إلى شيء مهم حسب ما أخبرته فقال لها إنه لا يستطيع وذلك لأنه لا يعرفها وأنها ليست من سكان منطقته لأنه يعرفهم جميعا وألتفتت يمينا وشمالا وفوق وتحت فلم ترى إلا أنا وصديقي وقالت لي إذا كنت لدي ورقة نقود أساعدها بها لأنها مصابة بالصداع وذلك بسبب أن لها حوالي خمس دقائق وهي لم تدخن فأخبرتها إن كانت تفيدها قطعة عشرون أوقية كنت سأشتري بها قطعة صابون للإستحام فقالت لي قليلة جدا ولكن هاتها فهي كثيرة من عندك وأعطيتها لها ووجهت نفس السؤال إلى صديقي فأجابها أنه نسي محفظة نقوده فنظرت إليه نظرة المستهزئ وقالت له محفظتك ليس فيها سوى الصراصير فضحكنا كثيرا من هذا الكلام الذي ينم على أن قائله لايتمتع بقواه العقلية وجاء دور صاحب الحانوت فرمته بالعشرين التي أعطيتها أنا وقالت هاتني عود سيجارة قبل أن أكسر أنفك الطويلة فأعطاها السيجارة وخرجت من الحانوت وجلست على لبنة أمام بابه الشمالي وبدأت تغني أغاني محلية وأنا وصاحب الحانوت وصديقي نضحكان من تصرفها تجاهنا جميعا وفجأة توقفت سيارة ونزل منها رجل كث اللحية ودخل الحانوت وسلم علينا وقال لصاحب الحانوت أن يناوله بعض المشروبات الغازية وأثناء ذلك قامت المرأة وفتحت الباب الأمامي وصاحت فلان أسرع فنحن مازلنا مسافرين بعيدا فلتفت الرجل فزعا فإذا المرأة تجلس وسط سيارته فتوجه إليها وقال لها أنزلي من فضلك فلم تلتفت إليه وخاطبها مرة أخرى يا والدتى أنزلي عن سيارتي من فضلك فنظرت إليه و هي تشتاط غضبا وقالت أنا لست أمك ولا أستطيع أن أكون أمك فأنا أصغر منك سنا وإذا قلتها مرةأخرى فستدفع غرامة قدرها عشرة ألاف أوقية وفهم هو الآخر أنها ليست طبيعية وقالت له أيضا لن أنزل عن سيارتك إلا إذا أشتريت لي علبة سجائر من نوع مالبورو لايت وقنينة من الكوكاكولا وعلبة ثقاب وعلبة مناديل وإن لم تأتني بما أمرتك فلن أنزل عن سيارتك بل سأذهب معك إلى أهلك وأختلق لك الكثير من المشاكل فقال لها لكي ما شئت ولكن أنزلي أولا عن سيارتي فقالت له إذا نزلت عن سيارتك ستركب وتهرب وبالتالي أصبح أنا قد خسرت وبالفعل فقد نزلت عن السيارة ودخلت الحانوت وخرج هو من الباب الآخر وركب سيارته ولم يترك لها سوى الغبار والدخان وذهبت أنا وصديقي إلى وجهتنا وأنتهت قصة عجوز لا يعرف أحد هل أفعالها عن قصد أم عن غير قصد .

انواكشوط بتاريخ 29/11/2010

الكاتب احمد سالم ولد محمد ولد اكاه
لصانص أدب عـربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق