الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على
من بعث رحمة للعالمين و بعد فخير ما نبدأ به هذه الكلمة آيات من كتاب الله العزيز من
ذلك قوله تعالى ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و
منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا ) و قوله
جل من قائل ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي
و ادخلي جنتي ).
في رحاب هذه الآيات الكريمة و بقلوب ملئت
إيمانا بقدر الله تعالى و رضي بقضائه و تعرضا لنفحاته و ما أعده من الجزاء لعباده الصالحين الصابرين و دعنا
الخال الكريم حبيب الله بن حامد و كان ذلك فجر الثلاثاء 11 صفر سنة 1437 ه الموافق
ل 24 نوفمبر س 2015 م عن عمر يناهز التسعين دل عليه قول الشاعر :
و العمر تسعون أفناها و أنفقها في طاعة الله مندوبا و مفترضا
و دل علينا نحن قول شاعر آخر :
لئن غبتم عن ناظري ّ أحبتي ففي القلب عين لا تزال تراكم
و في القلب من تذكار بعد بعدكم فنون من الأحزان فيها تراكم
كان رحمه الله أصغر إخوته الذين هم :
_ أم الخير الملقبة مينيا و هي أم عيال الندب
أحمد سالم بن خطار
_ عبد الرحمن وله ذرية من بنت وهب بنت حمود ابن
الحفيد و حمود هذا هو احد ابرز ساداتهم الأفذاذ .
و يحي و اليدالي و لم يعقبا .
و أمهم الزهراء بنت سيدي بن أنجاي رحمهم الله
من بطن أهل بو الفال الذين لهم شرف و كرم
معروفان .
لقد عرفت في حبيب الله صفات المؤمن بكل ما
تعنيه الكلمة فكان إذا حدث لم يكذب و إذا وعد لم يخلف و إذا اؤتمن لم يخن و كان
بالإضافة إلى ذلك كريما شجاعا فطنا يحب
الصالحين و يحبونه لأنه كان من أكابرهم ( أحسبه كذلك و لا أزكي على الله أحدا)
وكان قد حدثني عن بعض ذلك و شاهدت أنا أيضا
ما يدل عليه بل يعرف ذلك منه بعض سادات قومه فقد حدثني أخونا الفاضل بن الأفاضل
ولد متالي إبن العلامة أحمد باب بن اليدالي بذلك بل قال لي إن العلامة أحمد باب رحمه
الله نفسه يعرف منه الصلاح و قد تعايش معه عند ما كان أحمد باب يدرسه العلم فأسرة
أهل اليدالي أسرة علم و عز يقول العلامة الكبير و الشاعر الشهير سيدي محمد ولد عبد
الكريم ولد مياه الحسني دارا المجلسي نجارا رحمه الله تعالى في مدح أحد ساداتهم
الذي هو الأمين بن سيدي محمد بن اليدالي رحمهم الله :
لم أزل سامعا إلى أن بدالي وفق ما قد سمعت نجل اليدالي
فإذا ما سمعت عنه مقالا حسنا فات تلف حسن الفعال
و هو نعم الأمين في كل نهج و لنعمت خضاله من خصال
من إذا ضن بالجمال أناس جاد بالمال كله و الجمال
وله في مدارك المجد آل كلهم في طلابه غير آل
كما حدثني الأخ الدكتور لمرابط بن حبيب الله
أن سيدين آخرين من قومه شهدا لوالده بالصلاح و هذان السيدان هما : أحمد سالم بن
الشيباني بن حمدو و أحمدو باب بن اكاه بن امياه و قد خلف حبيب الله من البنين
لمرابط و أحمدو و محمد رحم الله السلف و بارك في الخلف .
لقد كان حبيب الله بانتمائه إلي أسرة آل
سلمان الشريفة يمثل خير خلف لخير سلف فمن أسلافه الشجعان والده حامد الذي كان
بالإضافة إلى ذلك قارئا و جده الحفيد الذي كان قارئا كذلك منفقا ذا شرف و عز في
قومه و غيرهم و ابن عمه ابوبكر بن المختار الملقب
بكهاه الذي له بطولات لا يعرف تاريخ المنطقة لها مثيلا كان أمينا قارئا ذا
صلاح توفي رئيسا لقبيلته و من أعلام أسرتهم أيضا القارئ القاري ذو تقوى الله و خشيته في الإعلان و الإسرار
خاله و ابن عمه جدننا الأمين بن محمذ بن سلمان له حفظ و معرفة لعلوم القران نادرين
كان رحمه الله مضرب المثل في الأمانة و الجود و الورع و له في ذلك قصص كثيرة و
شهيرة يضيق المقام عن ذكرها منها على سبيل المثال انه جاءته يوما تسع نوق لقاح من
إبله التي كانت ترعى عند بعض الرعاة في إحدى الصحاري و هو يومئذ في حي من فقراء
قومه عند عقيلة الوزغ و هي بئر خاصة بأبيه و توجد عندهم وثائق شرائهم لها
فقسم تلك النوق في جلسة واحدة و ذكر لي بعض أحفاده انه بعد قسمته لها سمع أن أسرة
لم تجد ناقة فأرسل لهم بقرة كانوا يحلبونها و كان مثل الأمين أخواه محمد و احمدو
فرحم الله الجميع و بهذا تدرك أيها القارئ الكريم بعض ما كانت تتقلب فيه هذه
الأسرة الكريمة من أمجاد تليدة و ما كانوا عليه من منهج قويم و صراط مستقيم حذرين
و حاذرين من بنيات الطريق فهم الذين يصدق فيهم قول القائل :
أولائك قوم إن بنوا احسنوا البنا و إن عاهدوا وفوا و إن عقدوا شدوا
وان كانت النعما عليهم جزوا بها و إن انعموا ما كدروها ولا كدوا
مطاعن في الهيجا ميامين في الندى بنى لهم آباؤهم و بنى الجد
فكأن حسان إبن ثابت رضي الله عنه عناهم بقوله
:
دار لقوم قد أراهم مرة فوق
الأحبة عزهم لم ينقل
بيض الوجوه كريمة أحسابهم شم الأنوف من الطراز الأول
أو عناهم سيدي محمد ابن مياه المذكور آنفا
بقوله :
سرى معين المعالي في فروعهم من أصلهم سريان الطيب في العود
و ما يقال عن هذه الدوحة الشريفة يمكن أن
يقال عن قبيلتهم ( ادودنيقب) حيث أكد ذلك
أجلاء أهل بلدهم فمن ذلك ما وصفهم به
العالم ابن العلماء و الصالح ابن الصلحاء
كراي ابن احمد يور رحمه الله حيث يقول :
بأبي رغو حي حيا كراما إن أردت التبجيل والإكراما
حي حيا قادوا شريعة طه حين ألقى لها الأنام الزماما
إلى أن يقول لهم :
تراهم للذكر و الفكر مستحلين إذا إستحلى الأنام المناما
رب قابلهم بأمن و يمن و احب
ذلك الحي الكرام المراما
وعليهم مني السلام ابتداء و عليهم مني السلام اختتاما
و يقول لهم العلامة الكبير و المؤرخ الشهير
المختار بن حامدن رحمه الله :
سقى ماء الغضية كل سار من الدلوي منسكب الأتي
و لازالت به الأهلون تهمي عليها
الهاطلات من الولي
كما يهمي الندى و الوجدود منهم على الأدنين و النائي القصي
أولائك معشر كانت علاهم حلاهم ثم من ذلك الحلي
خلائق شمشويات عذاب إلى كرم قديم مجلسي
وقد بلغني بطريق التواتر عن الثقات أن
الأستاذ الكبير و الأديب الشهير محمد ابن العلامة باكا
رحمهم الله و قف في جمع كبير من أهل المذرذرة فيه معظم وجهاء قبائل المنطقة و قال
لهم إنه يتحدى أي احد منهم يأتيه بشطر بيت فصيح ى أو غير فصيح فيه هجاء حي من
أحياء قبيلة ( ادودنيقب ) أو بلد من
بلدانهم فلم يرد عليه احد بكلمة واحدة و أنا أنتهز الفرصة هنا لأقول إن محمد هذا
لا يفي بحقه عندي إلا ما قاله المختار بن حامدن
لبحر العلم الغطمطم شاعر عصره و خطيب دهره محمد بن ابن بن احميدن الشقروي
رحمهم الله حيث يقول له :
وكابن أبن خطيب العصر شاعره خطب الحظيات من أبكار أفكار
حامي الذمار و حابي الجار مغرقه في سيل سيب يديه الجارف الجار
كما أأكد أني لست أبالي إن اتهمت في شأن الثناء على هذا الخال الكريم و لا على غيره
ممن تطرقت لذكرهم من الأخوال الكرام الآخرين لأني ما قلت إلا الحق و الحق اكبر من
الناس و قد أمسكت قلمي عن الكتابة خشية الإطالة و أختم بما قاله الفرزدق لجرير :
أولائك آبائي فجئني يمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
و كتب أفقر خلق الله إلى رحمة ربه و أغناهم
به جل عن خلقه :
أحمدو بن حمين ابن بازيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق